(وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنة، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332] فهذا علي عليه السلام ورضي الله عنه يثني على أبي بكر ويعترف بأحقيته للخلافة بدون تقية لأنه لا يخاف لومة لائم ولقد أقر علي رضي الله عنه بصحة خلافة ابي بكر وعمر وبفضلهما فقد نقل الشيعة عنه قوله بعد ما طعن وطلب الناس منه أن يستخلف: (ما أوصى رسول الله فأوصي، ولكن إذا أراد الله بالناس خيراً يجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم) هذا النص ينسف عقيدة الامامة المنصبة من الله وعقيدة العصمة ثم ان مبايعة علي لأبي بكر ذكرت في كتب الشيعة لكنهم لا يعتبرونها بيعة فهو أي علي يقول بايعت والشيعة يقولون ليست بيعة فهل أخطأ علي حين بايع وهو معصوم؟ لماذا ألغى حقه وهو المنصب من عند الله فتركها لابي بكر وبايع وتركها لعمر وتركها لعثمان؟ لماذا رسول الله لم يلغ نبوته ويتركها مخافة ان ينتهي الاسلام ويختفي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قاتليهم أجمعين.
أولًا: قولك أن ابن أبي الحديد شيعي ينم عن جهل مطبق، لأنه لم يكن شيعيا أصلا، بل كان معتزلي المذهب في الأصول، حنفي المذهب في الفروع، فتدبر.
ثانيًا: ولو أنك رجعت إلى شرح النهج نفسه بالفعل ولم تعتمد على على نسخك من المواقع؛ لعلمت أن هذه الرواية من طرقكم أنتم يا معشر الناصبة وليست من طرقنا نحن الرافضة الأبرار، فابن أبي الحديد يرويها عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدثني أبو زيد عمر بن شبة قال، حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، قال: غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبى بكر بغير مشورة، وغضب على والزبير، فدخلا بيت فاطمة، معهما السلاح، فجاء عمر في عصابة (…) وقال على والزبير: ما غضبنا إلا في المشورة وأنا لنرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة وهو حي.
فها أنت ترى سند الرواية فهل تراه سندا شيعيا أم بكريا؟!
وقد أورد الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين حديثا مشابها له بسنده: ”حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا الفضل بن محمد البيهقي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى ابن عقبة عن سعد بن إبراهيم قال حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ان عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وان محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم قام أبو بكر فخطب الناس (…) قال علي رضي الله عنه والزبير ما غضبنا الا لأنا قد اخرنا عن المشاورة وانا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه لصاحب الغار وثاني اثنين وانا لنعلم بشرفه وكبره …“. (المستدرك على الصحيحين ج3 ص70)
فهذه رواياتكم وهي ليست بحجة علينا، كما لا يخفى على كل ذي مسكة من عقل!
أما إذا أردت ما هو بحجة علينا فما جاء في الخطبة الشقشقية مثلا التي ينكر فيها أمير المؤمنين صلوات الله عليه على أبي بكر وعمر وعثمان، أو ما جاء في خطبة الوسيلة، فقد قال فيها ”وَلئِن تَقَمّصها دوني الاشْقيان وَنازَعاني فيما لَيس لَهما بحَقّ وَرَكباها ضَلالَة وَاعْتَقداها جَهالَه فَلبئِس ما عَليه وَرَدا وَلبئِس ما لانْفسهما مَهّدا، يَتلاعَنان في دَوْرهما وَيتَبرّأ كل واحِد منهما مِن صاحِبه يَقول لِقَرينه إذا إلتَقَيا: ياليت بَيني وَبينك بُعْد الْمَشْرِقين فَبئِس الْقَرين، فَيُجيبة الاشْقى عَلى رثوثة: يا لَيْتني لَم أتّخذك خَليلا، لَقد اضللتَني عَن الذِكْر بَعد إذ جاءني وَكان الشّيْطان للانْسان خَذولا..“، فافهم!
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
27 محرم الحرام 1444 هجرية