بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الجليل ياسر الحبيب
ما مدى صحة هذه الروايات وما معناها ( إن كانت صحيحة ):
عن الحسن العسكري أنه قال « قال: انا معاشر الاوصياء لسنا نحمل في البطون وانما نحمل في الجنوب ولا نخرج من الارحام وانما نخرج من الفخذ الايمن من امهاتنا لأننا نور الله الذي لا تناله الدانسات.
الرواية الثانية:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن محمد بن حمران عن أسود بن سعيد قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأنشأ يقول أبتداء منه من غير أن أسأله: نحن حجة الله، ونحن باب الله، ونحن لسان الله، ونحن وجه الله، ونحن عين الله في خلقه، ونحن ولاة أمر الله في عباده.
محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حسان الجمال قال: حدثني هاشم بن أبي عمارة الجنبي قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنا عين يالله، وأنا يد الله، وأنا جنب الله، وأنا باب الله.
وهل هذا الحديث بالذات صحيح: إن الله ينزل في يوم عرفة في اول الزوال الى الارض على جمل افرق يصال بفخذيه اهل عرفات يمينا وشمالاً..... الى نهاية الحديث. ورد هذا الحديث في كتاب الاصول الستة عشرة في الصفحة 204.
وكيف نرد على المخالفين حول هذه الاحاديث التي كثيراً ما يثيرونها ضدنا ويستنقصونا بها؟؟.
باسمه تقدّست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الروايات ليس فيها ما يدعو إلى الرفض والطرح، فإنما هي كرامات حبى الله تعالى بها أولياءه عليهم السلام. أما الرواية الأخيرة حول نزول الله تعالى فهي ساقطة مرفوضة لأنها تستلزم التجسيم. وقد ذكرنا في إحدى الأجوبة السابقة أن أصل زيد النرسي – الذي وردت فيه هذه الرواية – لم يسلم من الدس والوضع، ولا يمكن التسليم بكل ما ورد فيه، بل في معظم الأصول القديمة إذ لا بد من عرضها على قواعد علم الحديث.
والنواصب الذين يشنّعون علينا بهذه الروايات ينطبق عليهم المثل القائل: "رمتني بدائها وانسلّت"! فإنهم إذ ورد في صحاحهم – وانتبه إلى كلمة صحاحهم – ما يجسّم الله تعالى وما يخالف أصول الإسلام من الترهات والخزعبلات والإسرائيليات؛ عمدوا إلى التفتيش في كتبنا عما يشابه ما رووه! هذا مع أنهم يعلمون بأننا لا نقرّ بصحة كل ما ورد في مصادرنا بل نأخذ منه ما يصح ونترك منه ما لم يصح، ولا نشهد لكتاب بالصحة المطلقة من الجلد إلى الجلد ما خلا كتاب الله تبارك وتعالى. فالفرق بيننا وبينهم شاسع، فهم يقرّون بصحة تلك الأحاديث الكفرية الشركية، ونحن لا نقرّ! فأين لهم من مفرّ؟!
زادكم الله علما ويقينا وشرفا وفضلا. والسلام.
ليلة الثامن من محرم الحرام لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.