بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ ياسر الحبيب
ما هي حقيقة ذي القرنين، هل هو الاسكندر المقدوني كما قال الطباطبائي في ميزانه؟ وهل كان نبياً أم مصلحاً أم ماذا؟
اخوكم في حب امير المؤمنين ابو تراب
فائز الجبوري
باسمه تعالت قدرته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الاختلاف واقع في صفة ذي القرنين (عليه السلام) وفي اسمه. فقد سئل مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) عن ذي القرنين أنبيّا كان أم ملكا؟ فقال عليه السلام: "لا نبيا ولا ملكا، بل عبدا أحب الله فأحبّه، ونصح لله فنصح له، فبعثه الله إلى قومه". (تفسير القمي ص401).
فهنا هو عبد صالح، فيما هو في رواية أخرى نبي، إذ ورد عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) أنه قال: "إن الله تبارك وتعالى لم يبعث أنبياء ملوكا في الأرض إلا أربعة بعد نوح؛ ذو القرنين واسمه عيّاش.." (الخصال للصدوق ج1 ص118 وقد علّق بالقول: الصحيح الذي أعتقده في ذي القرنين أنه لم يكن نبيا، بل عبدا صالحا).
وإذ ترى أن في هذه الرواية يكون اسم ذو القرنين (عيّاش) فإن له في روايات أخرى أسماء أخرى، فعن الصادق عليه السلام: "اسم ذو القرنين عبد الله بن ضحاك بن معد". (الخصال ج1 ص121).
وثمة رواية ثالثة فيها اسم ثالث لذي القرنين وهو الاسكندر، عندما أشار أبو محمد العسكري (صلوات الله عليه) إلى أثره في البساط الذي توارثه الأنبياء والمرسلون والأئمة (عليهم السلام) وأظهره بإعجاز لعلي بن عاصم الكوفي الذي كان ضريرا فمسح بيده المباركة على عينيه فارتدّ بصيرا، فكان في جملة من أشار إلى آثارهم على البساط ذو القرنين، وقال عليه السلام: "وهذا أثر ذي القرنين الاسكندر.." (مدينة المعاجز للبحراني ج7 ص596).
ويمكن إعمال الجمع بين الروايات، أو إعمال قواعد التعارض، غير أن ذلك ليس بذي أهمية إذ لا أثر له إلا المعرفة، والأحرى إبقاء الأمر على ما هو عليه والاهتمام باستقاء العبر من قصته (عليه السلام) كما حكاها الله سبحانه في القرآن الحكيم والأئمة الأطهار (عليهم السلام) في أحاديثهم الشريفة.
وفقكم الله لما يحب ويرضى وزاد في توفيقاتكم لنصرة الدين الحق وأهله. والسلام.
السابع من شهر رمضان المبارك لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.