ما هي وظيفة أمير المؤمنين (عليه السلام) في عالم البرزخ؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا العزيز المجاهد
الحمدلله على نعمة الولاية وزينة الاعتقاد بمقامات الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
سألتكم فيما سبق عن ماكن الأئمة في الآخرة فجاوبتني بجواب طويل وهذا من فرط اخلاصك ، وقلت في احد الاجابات ( ان الائمة صلوات الله وسلامه عليهم لهم وظائف في الآخرة ومثلت لي بوظيفة الزهراء عليها السلام انها ترعى اطفال الشيعه(مضمون الواية) .!!
فهل لي بالمصادر التي تبين وظائفهم صلوات الله وسلامه عليهم في الآخرة لأ نني بحثت فلم أجد إلا رؤوس اقلام واشارات ، فهل لي بوظيفة الامام علي عليه السلام في البرزخ؟
او تدلني على مصادر تحوي وظائفهم الآخروية روحي لتراب اقدامهم الفداء
سددك الله وأيدك ، وزادك ثباتا على طريق اظهار الحق رغم انف البترية والانهزامية..!!
شكرا جزيلا لكم
محمد حسن


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قد سبق وأشرنا إلى أنهم (صلوات الله عليهم) يحضرون الميّت في البرزخ، ويحاسبونه أيضا، ويشفعون له إن كان مؤمنا. فقد قال مولانا الصادق عليه السلام: ”ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلا ويحضره رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم فيرونه ويبشرّونه، وإن كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوؤه“. (تفسير القمي ج2 ص265).
كما رُوي عن مولانا الصادق عليه السلام: ”إذا بلغت نفس أحدكم هذه؛ قيل له: أما ما كنت تحزن من همَِّ الدنيا وحزنها فقد أمِنْتَ منه، ويُقال له: أمامك رسول الله وعلي وفاطمة عليهم السلام“. (محاسن البرقي ج1 ص175).
والظاهر أن مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) له دور خاص في ذلك، بمقتضى الروايات، إذ قد ورد أن الميّت يراه بمجرّد الموت فيستقبله، فإن كان مؤمنا بشّره وإن كان منافقا أنذره.
قال (عليه السلام) للحارث الهمداني رضوان الله تعالى عليه: ”وأبشّرك يا حارث.. لتعرفني عند الممات“. (أمالي المفيد ص6).
وفي هذا نظم السيد الحميري البيتين الشهيرين:
قول علي لحارث عجبٌ كم ثمَّ أعجوبةً له حملا
يا حارِ همدان منْ يمُتْ يرَني من مؤمن أو منافق قبلا
وكذا ورد عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ”من أحبني وجدني عند مماته بحيث يحب، ومن أبغضني وجدني عند مماته بحيث يكره“. (صحيفة الرضا عليه السلام ص72).
ثم حينما يُدفن المؤمن ويبدأ الحساب؛ يأتي مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لتلقين هذا الميّت، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ”يا علي إن محبيك يفرحون في ثلاثة مواطن عند خروج أنفسهم وأنت هناك تشهدهم، وعند المسألة في القبور وأنت هناك تلقّنهم، وعند العرض على الله وأنت هناك تعرفهم“. (البحار عن مشارق أنوار اليقين للبرسي ج6 ص200).
ويُعرض عمل الميّت - سواء كان مؤمنا أم كافرا - على أمير المؤمنين (عليه السلام) بمجرّد دفنه، مشتركا في ذلك مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة عليهم السلام، إذ قد رُوي عن مولانا الباقر عليه السلام: ”ما من مؤمن يموت ولا كافر فيوضع في قبره حتى يُعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى علي عليه السلام وهلمَّ جراً إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد“. (الوسائل للحر العاملي ج16 ص113).
وأما عن إرشادك إلى مصادر في هذا الشأن، فارجع إلى كتاب المحتضر للشيخ حسن بن سليمان الحلي رضوان الله تعالى عليه، لعلّك تجد فيه بعض ما يرويك.
وفقكم الله لخير الدنيا والآخرة ورزقنا وإياكم شفاعتهم صلوات الله عليهم. والسلام.

ليلة الرابع من ذي الحجة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp