هل أرواح المعصومين (عليهم السلام) تنتقل من عالم إلى عالم بعد الموت؟ وهل يحاسب الإمام الحسين (عليه السلام) الناس في البرزخ؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

اللهم والعن اعدائهم لعنا ابديا سرمديا لاسيما ابي بكر وعمر وعثمان وحفصة وعائشة

شيخنا الكريم المجاهد في سبيل الزهراء عليها السلام اود منكم الاجابة على هذه الاسئلة المهمة ، ونتمنى ردكم السريع عليها لحاجتي الملحة لحلها

س1 : هل يحاسب الامام إذا استشهد ؟ وهل تنتقل ارواحهم كأرواح الميتين من عالم إلى عالم ابتداء من البرزخ إلى الآخرة ؟ ام انهم يرفعون إلى جنة الآخرة فورا ؟ ام انهم يسكنون في جنة البرزخ والتي يقال عنها انها جنة المأوى ومن ثم ينتقلون الى جنة الآخرة بعد وقائع يوم القيامة؟

س2 : يقال انه ورد في الروايات أن الحسين عليه السلام هو الذي يحاسب الناس في البرزخ فهل هذا صحيح ؟ وسؤالي هذا فقط للإطمئنان فمرتبة الامام روحي له الفداء اعلى واعلى

س3: هل ورد في الروايات موقع الائمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في البرزخ ؟ وإن وجد لا بأس بذكر الروايات ؟

آسف لإثقال سماحتكم بهذه الأسئلة

شكرا جزيلا لكم

وحفظ الله صوتك الذي هز عروش الكفرة الوهابيين في جميع العالم

نسألكم الدعاء

اخوكم / محمد عبدالله / الكويت


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ج1: المعصوم لا يُحاسَب بل هو يحاسِب غيره بأمر الله تعالى وبتفويض منه. أما أرواح المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) بل وأبدانهم فلا تنتقل كانتقالنا قهرا من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ إلى عالم الآخرة، بل هم ينتقلون بين تلك العوالم ذهابا وإيابا بإرادتهم وحسب وظائفهم الإلهية. وعندما يستشهد المعصوم (عليه السلام) فإنه ينتقل بإرادته إلى حيث يشاء بأمر الله تعالى، إلا أن موقعه الطبيعي هو في الفردوس الأعلى عند سدرة المنتهى وهي أقرب مقام عند عرش الله تبارك وتعالى، وحتى عندما كان المعصوم في دار الدنيا فإنه قبل ذلك وفي أثنائه أيضا يكون في سدرة المنتهى محدقا بالعرش. وجنة البرزخ ليست هي جنة المأوى، فجنة البرزخ مؤقتة أما جنة المأوى فدائمة وهي تلك الأخروية، قال تعالى: ”وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى. عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأوى“ (النجم 14-16) والمعصومون والأنبياء وأوصياؤهم (عليهم السلام) ينتقلون فورا كما أسلفنا إلى جنة المأوى، بل ويُلحق بهم عظماء الصالحين والشهداء، أما سائر الصالحين فيبقون في عالم البرزخ وقبورهم روضة من رياض الجنة، وتلك الروضة هي جنة البرزخ المؤقتة. كما أن الكفرة والعصاة والفسقة قبورهم حفرة من حفر النيران، وتلك الحفرة هي نارهم المؤقتة لا النار الجهنمية الأبدية.

ج2: لم نقف على مدرك هذا القول بخصوصه، إلا أن الثابت هو أن كل إمام من الأئمة (صلوات الله عليهم) يحاسب أمته، والحسين (عليه السلام) مشمول بهذا، فقد ورد عن الصادق عليه السلام: ”كل أمة يحاسبها إمام زمانها“. (تفسير القمي ص384).

ج3: قد عرفت أن موقعهم (عليهم السلام) هو في الفردوس الأعلى، إلا أنهم يترددون على عالم البرزخ لزيارة أوليائهم وشيعتهم والتخفيف عليهم، ولهم في ذلك العالم وظائف كما كانت لهم في عالم الدنيا وظائف أيضا وكما يكون لهم في عالم الآخرة. ومن تلك الوظائف ما تحدثت عنه الروايات، ومنها ما عن مولانا الحسن العسكري (عليه السلام) في بيان مجريات ما بعد موت المؤمن: ”فعند ذلك يتناول ملك الموت روحه فيسلها كما يسل الشعرة من الدقيق، وإن كنتم ترون أنه في شدة فليس هو في شدة، بل هو في رخاء ولذة، فإذا دخل قبره وجد جماعتنا هناك، وإذا جاء منكر ونكير قال أحدهما للآخر: هذا محمد وعلي والحسن والحسين وخيار أصحابهم بحضرة صاحبنا فلنتضع لهم“. (تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص211).

وللزهراء (صلوات الله عليها) وظيفة خاصة في عالم البرزخ، وهي تربية أطفال الشيعة المتوفين والتكفل بهم، فعن الصادق عليه السلام: ”إن أطفال شيعتنا من المؤمنين تربيهم فاطمة عليها السلام“. (تفسير القمي ص649).

زادكم الله بصيرة وحماكم من فتن الزمان. والسلام.

7 شعبان المعظم لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp