السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سمعت أن الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله متوقف في شخصية زيد بن علي لأنه وردت روايات في ذمه وروايات في مدحه
لو تكرمتم أذكروا لي الروايات التي تذم زيد بن علي حتى أكون على اطلاع عليها
وهذا ولكم جزيل الشكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الخليفة الشرعي الثاني الإمام الحسن عليه السلام، ولعنة الله على قاتليه.
روايات الذم كثيرة ولا يمكن بطبيعة الحال ذكرها كلها، نضع بين أيديكم ثلاثة روايات منها:
1- عن أبي خالد القماط، قال: "قال لي رجل من الزيدية أيام زيد: ما منعك أن تخرج مع زيد؟ قال، قلت له: إن كان أحد في الأرض مفروض الطاعة فالخارج قبله هالك، وإن كان ليس في الأرض مفروض الطاعة، فالخارج والجالس موسع لهما، فلم يرد علي شيئا. قال فمضيت من فوري إلى أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بما قال لي الزيدي، وبما قلت له، وكان متكئا فجلس، ثم قال أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحته، ثم لم تجعل له مخرجا". (رجال الكشي)
2- وعن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال: "دخل أبو بكر وعلقمة على زيد بن علي، وكان علقمة أكبر من أبي، فجلس أحدهما عن يمينه والاخر عن يساره، وكان بلغهما أنه قال ليس الامام منا من أرخى عليه ستره، إنما الإمام من شهر سيفه. فقال له أبو بكر وكان أجرأهما: يا أبا الحسين أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلام أكان إماما وهو مرخى عليه ستره أو لم يكن إماما حتى خرج وشهر سيفه؟ قال وكان زيد تبصَّر الكلام، قال: فسكت فلم يجبه، فرد عليه الكلام ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبه بشيء. فقال له أبو بكر: إن كان علي بن أبي طالب إماما فقد يجوز أن يكون بعده إمام مرخى عليه ستره، وإن كان علي عليه السلام لم يكن إماما وهو مرخى عليه ستره فأنت ما جاء بك هيهنا، قال: فطلب إلى علقمة أن يكف عنه، فكف". (رجال الكشي)
3- وعن أبان قال: "أخبرني الأحول أن زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام بعث إليه وهو مستخف قال: فأتيته فقال لي: يا أبا جعفر ما تقول إن طرقك طارق منا أتخرج معه؟ قال: فقلت له: إن كان أباك أو أخاك، خرجت معه قال: فقال لي: فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم فأخرج معي قال: قلت: لا ما أفعل جعلت فداك، قال: فقال لي: أترغب بنفسك عني؟ قال: قلت له: إنما هي نفس واحدة فإن كان لله في الأرض حجة فالمتخلف عنك ناج والخارج معك هالك وإن لا تكن لله حجة في الأرض فالمتخلف عنك والخارج معك سواء. قال: فقال لي: يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان فيلقمني البضعة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد، شفقة علي، ولم يشفق علي من حر النار، إذا أخبرك بالدين ولم يخبرني به؟ فقلت له: جعلت فداك شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك: أن لا تقبله فتدخل النار، وأخبرني أنا، فإن قبلت نجوت، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار، ثم قلت له: جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء؟ قال: بل الأنبياء قلت: يقول يعقوب ليوسف: يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا، لم لم يخبرهم حتى كانوا لا يكيدونه ولكن كتمهم ذلك فكذا أبوك كتمك لأنه خافعليك، قال: فقال: أما والله لئن قلت ذلك لقد حدثني صاحبك بالمدينة أني أقتل وأصلب بالكناسة وأن عنده لصحيفة فيها قتلي وصلبي. فحججت فحدثت أبا عبد الله عليه السلام بمقالة زيد وما قلت له، فقال: لي: أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه، ولم تترك له مسلكا يسلكه". (الكافي الشريف)
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
6 صفر الأحزان 1439 هجرية