السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية اود ان اشكر مجهودكم في بيان اشكالاتي على محاضرات سماحة الشيخ ياسر دام فضله ،أما بنسبة لموضوع الكتاب فإن ولاية الفقيه موجودة فيه تحت عنوان العقيدة وليس أصول الدين أيضاً هم لا يدرسون الكتاب في مدارسهم ولا حتى في جلساتهم الخاصة ،
وأما الاشكال الأخر فهو أنه قد ذكر سماحة الشيخ أنه هناك راقصة وغناء وإحتفالات تقام برعاية الحزب أو على أقل تقدير بمعرفة وموافقة الحزب وموافقة حسن نصرالله وأن الغناء يكون على شرف حسن نصرالله بموافقته هو، فهذا لا يحصل أيضاً وإن حصل فهو بالأكيد ليس بموافقة من حسن نصرالله، ويقام على مسؤولية منظمي الإحتفال الذين هم ليسوا أساساً من حزب الله وليسوا حتى منظمين في الحزب، فمثلاً في لبنان يمكن أن يأتي أحد ما ويقيم إحتفالاً بوجود راقصات ويؤتى على ذكر هلاك عائشة ويأتي المطرب على ذكر الشيخ ياسر في المهرجان فهل يكون الشيخ مسؤولاً ؟
وفقكم الله وأعود وأذكر انكم تستطيعون الاشكال على الحزب بأمور كثيرة جداً لا أريد التطرق إليها لأنها واضحة كالشمس في رابعة النهار.
مع جزيل الشكر وبانتظار اجابتكم وردكم .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
ـ لا شكر على واجب ويسعدنا أن نجيب على استفساراتكم
ـ عندما تقولون أنّ ولاية الفقيه تحت عنوان العقائد فهذا يعني أنها أصل إذ الاعتقادات أصول ,فما اعتقد المكلف بثبوته بالدليل القطعي وجب الاعتقاد به ويكون بهذا أصلا اعتقاديا وأما التكليف العملي فرع الاعتقاد.
كما أن من الواضح في الكتاب أن (ولاية الفقيه) جُعِلت أصلاً وذلك لأنها اقترنت بأصول الدين الخمسة في فصل واحد، وجُعل ترتيبها الرابع قبل أصل المعاد. بهذا الاقتران والترتيب لا يشك عاقل أنهم يعنون أن (ولاية الفقيه) صارت عندهم أصلا من أصول الدين!
ـ كيف يحق للمدعو حسن نصر الله أن يسجل أمام الله تعالى وللناس والتاريخ موقفا في نصرة سيدته عائشة على الملاء فيهاجم الشيخ الحبيب في خطبة علنية بينما لا يحق للشيخ الحبيب أن يسجل موقفا علنيا للتاريخ أمام الله تعالى ومحمد وآله الاطهار في نصرة الطيبين الطاهرين عليهم السلام؟! والحال انّ الشيخ أولى من المدعو حسن نصر الله بذلك بلا شك؟ فليست عائشة كآل رسول الله صلى الله عليه وآله وليس من ثار غيرة عليهم كمن حرّكته غيرته على عدوة محمد وآله الاطهار عائشة لعنها الله.
على كل حال ما فعلته الفرقة التابعة لحزب الرجل فعلوه على الملاء والرجل له أنصار يتأثرون بما يصدر عن حزبه لذا كان لا بد من الانكار عليه وعلى حزبه على الملأ لئلا يغتر الناس.
لو كان ما فعلوه بغير علمه وهو غير راضٍ عنه لكان أصدر بيانا استنكاريا فالأمر ليس بالهين! إنه هتك لحرمة محمد وآله الاطهار عليهم الصلاة والسلام.
أمر كهذا هو بالفعل ما كان يستحق منه خطبة نارية كتلك التي ألقاها حين هاجم الشيخ الحبيب غضبة لعائشة!
أليس آل رسول الله أولى بتلك الغضبة؟ ولكن لأنه لا مصلحة سياسية يجنيها من وراء الاستنكار العلني لانتهاك حرمة محمد وآله الاطهار فإنه لا يفعل ذلك بينما ابناء عائشة كحماس والاحزاب البكرية السياسية يهمه إرضاؤهم من أجل مصالح سياسية قذرة.
لقد أحسن شيخنا الظن بذلك التعيس كثيرا
حين فتشنا قليلا وجدنا أنّ هناك أوبريتا بعنوان ( نصر العرب) تجد فيه عددا من الساقطات يشاركن مع الرجال بصحبة الموسيقى الراقصة وقد تم عرضه على ما يُسمى قناة المنار ولايمكن لاحد أن يُشكك في انتمائها الحزبي.
هناك تجد إحدى الساقطات ترفع صورة "سيد المقاومه" وتغني له بكل حماس.
هذا هو المنكر الذي كان حريا به أن يخرج فيصرخ تنديدا به واستنكارا له وإلا فليغلق فمه ولا يقحمنّ نفسه في امور الدين اطلاقا.
لو كان هو يعتزل الدين وينزع عمامة رجل الدين ولا يُلبس حركته السياسية زي الدين مع كل ما تحمله من مخالفات شرعيه لكنا كففنا عنه.
فلينزع العمامة وليرتدِ ربطة العنق وليكفّ عن إقحام نفسه في قضايا الدين حينها لا شأن لنا به.
الرجل خذل أمير المؤمنين وانحاز لعدوته عائشة وأظهر الغضبة لها على الملاْ وهاجم الشيخ الحبيب.
إنظر هنا موقف امير المؤمنين من قوم لم ينضموا لمعسكر عائشة ولكنهم لم ينصروا عليا عليه السلام وقعدوا عن الحرب معه فكيف بمن انحاز للحميراء لعنها الله وهاجم من يفضحها ويحاربها؟
كان أبو بردة عوف الأزدي ممن تخلف عن نصرة الإمام في الكوفة ، فلما عاد الإمام فاتحاً من البصرة ، عاتب المتخلّفين ، وقال :
" أَلاَ إنه قد قعد عن نصرتي منكم رجال ، فأنا علَيهم عاتبٌ زارٍ ، فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبوا ، لِيُعرفَ حزبُ اللـه عند الفرقة "
فإذاً الشيخ الحبيب طبق في الرجل وأمثاله أمر أمير المؤمنين عليه السلام فأسمعهم ما يكرهون.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
3 رمضان 1433 هـ
