سيدي الشيخ المبجل ياسر الحبيب المأيّد من البتول المنصور من قبل الأمير
نصرك الله على أعداء الإسلام الحق
عظم الله لك الأجر بفاجعتنا الكبرى ذكرى إستشهاد حبيب قلوب المؤمنين الإمام الحسين عليه السلام
سيدي لدي سؤال وأعرف مدى إنشغالكم في إحياء أمر أهل البيت
عندي مشكلة أن دموعي تسيل على فاجعة أولاد الحسين وأصحابه ولكن عندما أصل الى فاجعة الذبح تتوقف دموعي رغم محبتي الشديدة لإمامي الحسين.
أيعني هذا شيءً وهل هناك أي شيء يمكنني فعله
مشكوراً جزيل الشكر
ونصرك على أعداء أهل البيت من أبا بكر ومروراً بالزنديق الأكبر عمر إلى أخر ناصب لعداء
المتابع والمحب لكم
مصطفى من لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ يحييكم الشيخ ويشكر لكم مشاعركم الطيبة تجاهه ويسأل الله لكم السداد والتوفيق لخير الدارين.
ـ هذا الذي تصفه أيها الكريم قد يعرض على غيرك من المؤمنين ولا نجد لهذا تفسيرا غير أنّ المصيبة أكبر من أن يصورها العقل ويستوعبها فكأنّ العقل يقف لحظة عن التفكير من هنا ينشأ التوقف عن التفاعل الوجداني لدى بعض المؤمنين عند الوصول الى هذا المقطع من تلك المصيبة, ولكن هنا مشهد إن تصورته وكان حاضرا في ذهنك عند اقتراب الخطيب الحسيني من ذكر فاجعة حز الرأس الشريف فإنها تساعدك ان شاء الله على التدفق العاطفي في التفاعل مع الحدث. وليعنّا الله تعالى على تصوير هذا المشهد لك.
إنه مشهد يبدو فيه سيد الشهداء مقلوبا على وجهه الشريف الذي لطالما غمره رسول الله لثما وتقبيلا وهناك تتخيل السيف مسلطا على عنق سيد الشهداء من قفاه وسيدة النساء عليها السلام حاضرة تنظره . ما سيرفع مستوى التفاعل الوجداني مع الحدث هو أن تضع بذهنك أنّ سيد الشهداء قد احتُز راسه الشريف بأبي هو وأمي قبل أن تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها وكان فداه ارواحنا يقاسي جراحات وآلام حز رأسه الشريف.
الأمر الآخر داوم على بكاء سيد الشهداء بشكل يومي وتعامل مع الامر وكأنه فريضة فابكِ سيد الشهداء على اقل تقدير ثلاث مرات في اليوم تأسيا بمولانا صاحب الأمر عليه السلام الذي يندب والده الحسين عليه السلام صباحا ومساءا. ستجد إن شاء الله أنّ قلبك يزداد رقة وخشوعا وسيؤثر هذا حتى على سلوكك الاجتماعي.
إطلب من سيد الشهداء أن يرزقك هو بأبي وأمي الخشوع عند ذكر مصيبة حز رأسه الشريف فهو كريم لا يرد سائلا
صلى الله عليك يا أبا عبدالله
شكرا على تواصلكم
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
9 ربيع الأخر 1433