وسائل الشيعة
الجزء العاشر الصفحة 457
محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أبي همام ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : صام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم عاشوراء .
الرجاء تفسير لهذا الحديث.. و لما كان الرسول (ص) يصوم عاشوراء؟
بتول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم باستشهاد الإمام الهادي عليه السلام.
بمراجعة الشيخ أفاد أن من جملة ما أوصانا به أئمتنا (عليهم السلام) أنه إذا وجدنا حديثا منسوبا إليهم وأردنا أن نتأكد منه ننظر في مصادر أهل الخلاف فإذا وجدنا مثله عندهم أعرضنا عنه وعرفنا أنه إما كان موضوعاً لم يصدر عنهم (عليهم السلام) وإما صدر عنهم اضطراراً واتقاءً من شر الظالمين. وهذا الحديث المنسوب إلى الإمام الكاظم (عليه السلام) هو من هذا النوع ولذا لا نأخذ به، بل نأخذ بالأحاديث التي لا نجد مثلها ولا نظيراً لها عند أهل الخلاف، ومنها ما عن الحسين بن أبي غندر، عن أبيه، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «سألته عن صوم يوم عرفة؟ فقال : عيد من أعياد المسلمين ويوم دعاء ومسألة. قلت: فصوم يوم عاشوراء؟ قال: ذاك يومٌ قُتِل فيه الحسين عليه السلام، فإن كنت شامتاً فصُمْ! ثم قال: إن آل امية نذروا نذراً إن قُتِلَ الحسين عليه السلام أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم يصومون فيه شكراً ويفرحون أولادهم! فصارت في آل أبي سفيان سنة إلى اليوم، فلذلك يصومونه ويدخلون على أهاليهم وعيالاتهم الفرح ذلك اليوم! ثم قال: إن الصوم لا يكون للمصيبة ولا يكون إلا شكرا للسلامة، وإن الحسين عليه السلام أُصيب يوم عاشوراء، إن كنتَ فيمن أُصيب به فلا تصم، وإن كنت شامتاً ممن سرّه سلامة بني أمية فصم شكرا لله تعالى». (وسائل الشيعة للحر العاملي ج10 ص462)
ومنها ما عن زيد النرسي قال: «سمعت عبيد بن زرارة يسأل أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال : من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانة وآل زياد! قال: قلت: وما كان حظهم من ذلك اليوم؟ قال: النار! أعاذنا الله من النار ومن عمل يقرب من النار». (الكافي للكليني ج4 ص147)
ومنها ما عن جعفر بن عيسى قال: «سألت الرضا عليه السلام عن صوم عاشوراء وما يقول الناس فيه، فقال: عن صوم ابن مرجانة تسألني! ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين عليه السلام، وهو يوم يتشأم به آل محمد صلى الله عليه وآله ويتشأم به أهل الإسلام، واليوم الذي يتشأم به أهل الإسلام لا يُصام ولا يُتبرك به». (المصدر نفسه)
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
3 رجب 1431